الإسبان يضعون المغرب على رأس التهديدات الخارجية(استطلاع)

وفقا لأحدث بارومتر للمعهد الملكي الإسباني إلكانو، وهي دراسة استقصائية للرأي العام أجريت بين شهري ماي ويونيو، يظهر الإسبان موقفا معقدا تجاه التحديات الدولية، حيث يدعمون الانتماء إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) لكنهم ينقسمون حول زيادة الإنفاق العسكري والتدخل الخارجي.

ورغم أن 85% من الإسبان يؤيدون بقاء بلادهم في الحلف الأطلسي، إلا أنهم لا يزالون منقسمين بشأن زيادة الإنفاق الدفاعي، حيث يرى 51% أنه لا ينبغي زيادة الميزانية لأن ذلك سيقلل من الأموال المخصصة للإنفاق العام، مقابل 49% يؤيدون ذلك. وفي تناقض لافت، يدافع 52% من السكان عن ضرورة إرسال إسبانيا قوات إلى أوكرانيا، وهي نسبة مرتفعة بالنظر إلى أن الإسبان كانوا تاريخيا مترددين في استخدام القوة العسكرية. ويشير تقرير المعهد إلى أنه "رغم هذه المقاومة التاريخية، فقد نما الدعم للمهام الخارجية في سياقات محددة مثل السياق الأوكراني".

على صعيد التهديدات الخارجية، يعتقد 60% من المواطنين أن أمن البلاد ليس مهددا من قبل أي دولة أخرى. ومع ذلك، يرى 40% منهم وجود خطر خارجي، ويظل المغرب هو البلد الرئيسي الذي يُشار إليه كتهديد محتمل بنسبة 55% من بين أولئك الذين يرون وجود تهديدات، تليه روسيا بنسبة 33%. ومن اللافت للنظر أن 19% يعتبرون الولايات المتحدة تهديدا، وهي نسبة يربطها الكثيرون مباشرة بسياسات إدارة ترامب.

منذ هجمات حماس في 7 أكتوبر 2023، أصبح الصراع الإسرائيلي الفلسطيني محور اهتمام دولي. ووفقا لبارومتر إلكانو، فإن الحكومة الإسبانية و82% من المواطنين يقفون في صف من يعتبرون ما يحدث في قطاع غزة إبادة جماعية يرتكبها حكومة نتنياهو.

وعلى الرغم من الإدانة الواسعة لتصرفات الحكومة الإسرائيلية، يشير التقرير إلى أن هذا لم يترجم إلى زيادة في معاداة السامية، التي لا تزال ظاهرة أقلية في إسبانيا، حيث يميز المواطنون بين حكومة إسرائيل والشعب اليهودي، الذي يحظى بتقييم إيجابي يبلغ 5.7 من 10.

يعتقد غالبية المشاركين في الاستطلاع أن حل الصراع يجب أن يمر عبر إقامة دولتين مستقلتين، إسرائيل وفلسطين. بالإضافة إلى ذلك، يرى 78% أن على الدول الأوروبية الاعتراف بالدولة الفلسطينية. ومن اللافت أن دعم الاعتراف بفلسطين لا يقتصر على اليسار (98%)، بل يشمل أيضا 82% من ناخبي اليمين، مما يدحض الصورة النمطية بأن اليمين يدعم إسرائيل بشكل منهجي.

أما بخصوص المواجهة العالمية بين الولايات المتحدة والصين، فقد تراجع دعم إسبانيا للولايات المتحدة بشكل حاد، خاصة بعد وصول دونالد ترامب إلى السلطة، حيث انخفض من 35% العام الماضي إلى 11% حاليا. ويوضح التقرير أن "صورة الولايات المتحدة تدهورت بشكل كبير، خاصة بعد ولاية ترامب".

وفي المقابل، اكتسبت الصين تعاطفا في المجتمع الإسباني، حيث حصلت على نسبة 5.8%، ويتفوق رئيسها شي جين بينغ (3.7 من 10) في التقييم على دونالد ترامب (2.5).

يخشى 68% من الإسبان أن يكون لرئاسة ترامب تأثير سلبي على مصالح الشعب الأمريكي، ويعتقد 61% أنها ستكون ضارة بإسبانيا، حيث يرى 83% أن الضرر سيكون في الجوانب التجارية والاقتصادية مثل الرسوم الجمركية وارتفاع الأسعار.