مركز تحاقن الدم بطنجة تحت الضغط.. ضعف التبرع يهدد حياة المرضى

يواجه مركز تحاقن الدم بمدينة طنجة أزمة حادة بسبب تراجع أعداد المتبرعين، في وقت يتزايد فيه الطلب على الدم ومشتقاته بشكل مستمر، خاصة في الحالات الطارئة والعمليات الجراحية الدقيقة.

وأفادت مصادر طبية أن المركز يشهد انخفاضا ملحوظا في الحركة اليومية ونقصا في المخزون الحيوي، مما ينذر بتفاقم الوضع الصحي للعديد من المرضى، خاصة المصابين بأمراض مزمنة مثل السرطان وقصور الكلى الذين يعتمدون على نقل الدم بانتظام.

ويرجع هذا التراجع، بحسب مصادر مطلعة، إلى عدة عوامل من أبرزها ضعف التواصل الرسمي مع المواطنين، وعدم ملاءمة توقيت استقبال المتبرعين الذي ينتهي في وقت مبكر من النهار، مما يمنع فئات واسعة من الشغيلة والموظفين من التبرع.

كما أشارت ذات المصادر إلى أن استمرار تداول شائعات حول بيع الدم المتبرع به يزيد من العزوف عن المشاركة في هذه المبادرات الإنسانية، في ظل غياب توضيحات رسمية شفافة من الجهات الوصية حول كيفية تدبير أكياس الدم وأسعارها، وهو ما يعتبر مؤشرا على قصور في أداء خلايا التواصل بوزارة الصحة ووزارة الاقتصاد.

وتشهد بعض فترات اليوم اكتظاظا داخل المركز، لا سيما في أوقات الذروة، ما يخلق حالة من التوتر بين الأطر الصحية ومرافقي المرضى، وسط احتجاجات متكررة بسبب تأخر حصول عدد من المرضى على حاجتهم من الدم.

ويدعو مهنيون في القطاع الصحي إلى مراجعة طريقة تسيير المركز وتوسيع مقره الحالي، الذي أصبح غير قادر على استيعاب الإقبال المتزايد، إضافة إلى تعزيز موارده البشرية وتحسين ظروف العمل داخل الفضاءات المخصصة للتبرع.

كما طالبوا بإطلاق حملات تحسيسية مستمرة تؤكد على الطابع الإنساني والمجاني للتبرع بالدم، مع اعتماد أوقات أكثر مرونة تتناسب مع مختلف شرائح المجتمع، ضمانا لتوفير هذه المادة الحيوية وإنقاذا للأرواح.