المغرب يعزز جهوده للتحذير من موجات الحر ويطور خدمات الإنذار المبكر –
منذ 9 ساعات
يحرص حسين يوعابد، مسؤول التواصل بالمديرية العامة للأرصاد الجوية في المغرب، على الظهور عبر مختلف وسائل الإعلام لتحذير المواطنين من مخاطر ارتفاع درجات الحرارة. ويستخدم في ذلك مختلف لهجات المغرب، من العربية الفصحى إلى الدارجة والأمازيغية، لضمان وصول الرسائل إلى أكبر عدد من المواطنين، خاصة في المناطق الريفية المعرضة أكثر لتداعيات الحر الشديد.
ويقول يوعابد من مقر المديرية في الدار البيضاء: "بمجرد إصدار نشرة إنذارية بشأن موجة حر، أبادر بتنبيه المواطنين لاتخاذ الاحتياطات الضرورية لتفادي المخاطر".
تكثف المديرية العامة للأرصاد الجوية جهودها لتحذير المواطنين من موجات الحر، التي أصبحت أكثر تواتراً خلال السنوات الأخيرة، في ظل التغيرات المناخية العالمية. وتشير التوقعات إلى أن درجات الحرارة ستكون أعلى من المعدلات الموسمية خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
وكان عام 2023 هو الأكثر حرارة في تاريخ المملكة، حيث سجل ارتفاعاً قدره 1.49 درجة مئوية فوق المعدل الطبيعي للفترة 1991-2020، وهو فارق غير مسبوق وفق إحصاءات المديرية. كما سجلت البلاد عجزاً في التساقطات المطرية بنسبة بلغت 24.7% في المتوسط، في سياق موجة جفاف مستمرة منذ عام 2018.
وتقول مريم اللوري، رئيسة المركز الوطني للمناخ بالنيابة، إن هذا المنحى مرشح للاستمرار خلال فصل الصيف، مع توقع درجات حرارة تفوق المعدلات المعتادة.
من جهته، يوضح يوعابد (52 عاماً)، المهندس المتخصص في الأرصاد الجوية، أن النشرات التحذيرية المتعلقة بالظواهر المناخية الشديدة تُرسل إلى السلطات المحلية ومصالح الوقاية المدنية ووسائل الإعلام، كما أصبحت تُرسل أيضاً عبر رسائل نصية إلى مسؤولي المحافظات لتسريع تنبيه السكان.
وتعمل المديرية حالياً على تعزيز تواجدها في وسائل التواصل الاجتماعي لنشر التوصيات والإرشادات الخاصة بالوقاية من مضاعفات الحرارة، كما تعمل على تطوير مشروع جديد للإنذارات الذكية، يُتيح مستقبلاً إرسال التنبيهات مباشرة إلى هواتف المواطنين.
وفي سياق متصل، يرى هشام فنيري، مدير المعهد الدولي لبحوث المياه بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات، أن المغرب، رغم إدراكه المبكر لمخاطر التغيرات المناخية، مدعو إلى تكثيف الاستثمار في البحث العلمي وتطوير خدمات الإنذار المبكر لرفع فعالية الاستجابة.
ويؤكد فنيري على أهمية توسيع شبكتي الكهرباء والمياه الصالحة للشرب لتشمل جميع سكان المناطق القروية، مشيراً إلى أن 5.4% من سكان القرى في المغرب لا يتوفرون على الربط الكهربائي، فيما لا يحصل 20.4% منهم على مصدر مياه شرب آمن، بحسب معطيات المندوبية السامية للتخطيط حتى عام 2024.
ويقترح فنيري، أيضا، الاعتماد على تقنيات البناء التقليدية المطورة باستخدام التكنولوجيا النظيفة، باعتبارها وسيلة فعالة للتكيف مع الحرارة المرتفعة.
ومع تصاعد درجات الحرارة، تكثف وزارة الصحة حملات التوعية للحد من المخاطر الصحية المرتبطة بموجات الحر. وتعمم الوزارة سنوياً على المؤسسات الصحية قائمة بالإجراءات الوقائية، إلى جانب توجيهات موجهة للمواطنين وتلاميذ المدارس.
وتقول لبنى روحي، مديرة مستوصف الهرهورة بضواحي الرباط، إن التوصيات تشمل "البقاء في أماكن مظللة ورطبة، وتجنب الخروج خلال فترات الذروة بين العاشرة صباحاً والرابعة مساءً، وارتداء ملابس خفيفة وذات ألوان فاتحة، إضافة إلى شرب كميات كافية من الماء".
كما أطلقت الوزارة، مؤخراً، حملة توعية للوقاية من لسعات العقارب ولدغات الأفاعي، التي تزداد خطورتها في المناطق القروية مع ارتفاع درجات الحرارة. وتسجل سنوياً نحو 25 ألف حالة لسع عقرب، و250 حالة لدغة أفعى.
ويؤكد محمد إسماعيلي، المسؤول بمديرية العلاجات المتنقلة في وزارة الصحة، أن اعتماد بروتوكولات علاجية خاصة ساهم في خفض معدل الوفيات الناتجة عن هذه الحوادث من 7.2% في عام 2013 إلى 1.2% حالياً.
عن (أ.ف.ب)
...لماذا التصفح على التطبيق احسن
أخبار المغرب من أهم المواقع الالكترونية والجرائد الالكترونية المغربية ذات مصداقية وبكل حياد. جولة في الصحافة ومقالات وتحليلات أخبار سياسية واقتصادية ورياضية وثقافية وحقوقية، تغطيات خاصة، و آخر أحداث عالم الطب والتكنولوجيا. أخبار المغرب العاجلة نظام ذكي يختار لك أفضل الأخبار من أفضل المواقع والجرائد الالكترونية ويرسل تنبيهات فورية للأخبار العاجلة