بورتري: ابتسام اجرايدي.. لبؤة هوايتها هز الشباك

هي أول لاعبة مغربية وعربية تسجل في كأس العالم للسيدات، عندما منحت أول فوز تاريخي للمنتخب المغربي النسوي، ضمن منافسات كأس العالم بأستراليا ونيوزيلندا 2023، تحديدا في المباراة الثانية من دور المجموعات، حين واجهت "لبؤات الاطلس" المنتخب الكوري الجنوبي، وبرأسية مركزة وبتمركز مثالي داخل منطقة الجزاء، سجّلت ابتسام اجرايدي هدف الإنتصار.

إنجاز استثنائي خول لها مكانة خاصة على الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم " الفيفا" الذي خصها ببورتري تكريمي، احتفاءا بهدفها الحاسم الذي منح المغرب أول فوز وأول ثلاث نقاط تاريخية في المونديال. 

اختيرت كأحسن لاعبة بالمغرب سنة 2016 وتوجت بلقب هدافة البطولة ثلاث مرات. 

في كأس عصبة الابطال بالمغرب سنة 2022، تمكنت من تسجيل هاتريك في المباراة النهائية أمام ماميلودي صنداونز، حامل اللقب سنة 2021، وهي المباراة التي شهدت فوز الجيش الملكي بأربعة اهداف لصفر وتتويجه باللقب الإفريقي. 

في كأس أمم إفريقيا 2022، كانت جزءا من الجيل الذي غير ملامح الكرة النسوية المغربية وفتح بوابة المشاركة في المونديال لأول مرة. 

• ابتسام ... من أين لك هذا؟

شغوفة منذ الصغر، بدأت علاقة ابتسام اجرايدي مع كرة القدم في سن السابعة من خلال دوريات الأحياء، وبين أحضان أسرة مؤمنة بموهبتها، وجدت ابتسام الدعم والتشجيع اللازمين لممارسة كرة القدم ومداعبة المستديرة، وهذا ما مهد لها الطريق للمشاركة في البطولة المدرسية، ثم اللعب لفريق نسيم سيدي مؤمن، قبل أن تنضم سنة 2012 إلى صفوف الجيش الملكي. 

حملت ابنة الدار البيضاء قميص فريق الجيش الملكيلسنوات، ومع هذا الفريق، فازت بالبطولة المغربية 9 مرات، وكأس العرش 8 مرات بين 2013 و2022، كما حصلت على هدافة البطولة المغربية خمس مرات، مواسم 2016-2017، 2017-2018، 2019-2020، 2020-2021 و2021-2022 وهدافة عصبة أبطال إفريقيا موسم 2022 بستة اهداف. 

• الإحتراف بالسعودية

بعد كل هذه الانجازات، توجهت ابتسام نحو الإحتراف، والتحقت بفريق الاهلي السعودي، حيث برزت بشكل كبير، ففي مباراة ضد فريق سما سبورت بالبطولة السعودية سجلت ست اهداف، نعم، ست اهداف في مباراة واحدة.

حاليا، وفي نسخة 2025 من كأس أمم إفريقيا للسيدات التي تحتضنها المملكة المغربية، تواصل ابتسام اجرايدي كتابتها للتاريخ، بعدما سجلت هدفا ثمينا في الدقيقة 12 من عمر المباراة في شباك المنتخب الزامبي في مباراة قوية انتهت بتعادل ثمين ضمن الجولة الأولى من منافسات كاس افريقيا، لتثبت أن تألقها ليس وليد اللحظة، لكنه نتيجة مسار طويل من العمل، العزيمة، والوفاء لقميص الوطن.

ولعل ما يضفي طابعا رمزيا على مسارها، أن اجرايدي كرّرت، بطريقتها، ما فعله حمان جرير قبل أكثر من نصف قرن، عندما سجّل أول هدف في تاريخ المنتخب المغربي للرجال في كأس العالم 1970 أمام ألمانيا الغربية.

هذه الإنجازات تبرهن أن إرادة جرايدي وقوتها على الميدان قد تمكنها من كتابة فصول جديدة في سجلات كرة القدم النسوية في المغرب وإفريقيا.

فهل تفاجئ ابتسام إفريقيا مجددا؟