الكرة الإفريقية تنبض بالحكايات بين الفرح والانكسار والأمل المتجدد

في منافسات كأس الأمم الإفريقية النابضة، يوجد دائما ما هو أكثر من كرة القدم! بعيدا عن اللعب والتكتيك، هناك قلوب متلهفة، وخلف الأعلام التي ترفرف، تظهر أقدار تتقاطع وتتشكل من جديد!

والواقع أن هذه البطولة، الأبرز في القارة الإفريقية، ليست مجرد منافسة، بل ملتقى يجمع الآمال والأحلام وأحيانا المسارات المتعثرة.

ومع اقتراب موعد كأس الأمم الافريقية بالمغرب، المقررة خلال الفترة من 21 دجنبر الجاري إلى 18 يناير المقبل،لطالما قدّمت هذه البطولة لعشاق كرة القدم الإفريقية، وغيرهم، لحظات غير آبهة للنسيان . غوص في حكايات امتزجت فيها الفرحة والألم والحكايات وانبعاث الأمل .

سيباستيان هالر: من الإصابة بالسرطان للعودة إلى الملاعب ، حكاية أمل :

بإصابته بمرض السرطان في أوج عطائه الكروي ، واجه الدولي سيباستيان هالر واحدة من أقسى التجارب التي يمكن أن يواجهها أي رياضي، أو إنسان. فقد توقفت مسيرته الرياضية فجأة حيث حملت معها قصص تحكي معاناة .

بين العمليات الجراحية والعلاج الكيميائي وساعات طويلة من الشكّ، أظهر هالر صلابة نادرة، رافضا التخلّي عن شغفه الأول. فقد أثرت معركته الصامتة، التي خاضها بكرامة وشجاعة، بشكل كبير في عالم كرة القدم.

وبعودته إلى الملاعب، فند هالر كل الشكوك سريعًا، مستعيدًا غريزته التهديفية ومكانته كمهاجم محوري.

وهكذا، قدم مع المنتخب الإيفواري، خلال كأس أمم إفريقيا 2023، واحدة من أكثر الفصول إلهاما في قصته، حين قاد “الفيلة” نحو اللقب القاري بفضل أهداف حاسمة. ليتحول من مريض إلى بطل ، ورمز لقوة الإرادة وفرصة الحياة الثانية.

شيبولوبولو زامبيا: ذكرى مأساة، وولادة أسطورة:

27 أبريل 1993 تاريخ سيبقى محفورًا إلى الأبد، كأحد الأحداث المأساوية في تاريخ كرة القدم الإفريقية. فقد تحطّمت الطائرة التي كانت تقلّ المنتخب الزامبي قبالة السواحل الغابونية، مما أدى إلى مصرع 30 شخصًا، من بينهم 18 لاعبا كانوا يحملون آمالًا كبيرة. كانت الرحلة متّجهة لخوض مباراة تصفيات كأس العالم، وكان الفريق يجسّد حينها حلم أمة كاملة.

هذا الحادث الأليم أدخل زامبيا في حداد وطني ، فقد أسفر عن وفاة جميع الركاب وأفراد الطاقم، محطما بذلك حلما رياضيا كان يبدو قريب المنال.

ومع ذلك، وُلد من هذه الكارثة مشروع إعادة بناء استثنائي، حمله جيل جديد متحفّز. وبعد أقل من عقدين، تمكن الشيبولوبولو من الظفر بلقب كأس أمم إفريقيا لكن أين؟ في الغابون نفسها!. إن ملحمة الزامبيين تبقى، بقيادة الاطار هيرفي رونار، قصة مؤثرة في تاريخ كرة القدم الافريقية.