دفتر تحملات جديد للدعم يهدد "مؤسسات التعليم العتيق" بالإغلاق (وثيقة)

هوية بريس – إبراهيم الوزاني

حذر عدد من المشرفين على مؤسسات التعليم العتيق من حرمانهم من دعم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المسؤولة على هذا القطاع التعليمي وإغلاق مؤسساتهم بسبب ما وصفوه بـ”الشروط الصعبة والتعجيزية”، الواردة في دفتر التحملات المتعلق بدعم مؤسسات التعليم العتيق الخاصة، الصادر بمقرر لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية رقم 108 في 18 مارس 2025.

وفي اتصال بأحد هؤلاء المشرفين، أكد أن “دفتر التحملات الجديد الخاص بهذه المدارس لا ريب سيسهم في إغلاق المزيد من هذه المنارات القرآنية في بلدنا”.

وعن أشد ما فيه من الشروط، ذَكر المصدر ذاته “ما ذُكر في البند العاشر عن “تدبير فضاءات المؤسسة”، من “عدم السماح للمتمدرسين غير المصنفين بأحد المستويات الدراسية المفتوحة بالمؤسسة بالتواجد فيها، وكذا الاستفادة من الخدمات التي تقدمها من إيواء وإطعام بمبرر التفرغ لحفظ القرآن الكريم”، مردفا “المتفرغون للحفظ هم دماء هذه المدارس ولا بقاء لها بعد رحيلهم”.

وأضاف “كذلك ضرورة عقد مدارس التعليم (العتيق) الابتدائي لشراكات مع كتاتيب قرآنية لتوفير روافد قارة لها”؛ وهذا مشكل كبير بالنسبة لمدرستنا، حيث لا تتوفر كتاتيب قريبة منها، ولو توفرت لما أمكننا إلزام الطلبة بالدراسة عندنا؛ فنحن في كل عام نعمل على إعداد مجموعة من الطلبة وتأهيلهم للدراسة بالتعليم العتيق داخل مؤسستنا.

ومن الشروط التعجيزية يضيف المشرف “من الشروط التي يصعب على كثير من المدارس الالتزام بها “لزوم تخصص بناية مستقلة في الداخليات للأطفال وأخرى لليافعين وأخرى للكبار، تتوفر كل واحدة على مدخل خاص بها”، وهذا إشكال كبير.

كما أوضح أن دعم الوزارة سيصبح مشروطا بالنتائج التي تحققها المدرسة وبعدد التلاميذ، وهذا مدخل في نظري لإغلاق عدد كبير من هذه المدارس، حسب نفس المتحدث.

وتابع “المشكل الأكبر أن كل ما ذكر يجب أن توافق عليه المدارس قبل نهاية شهر ماي، وأن تتوفر الشروط والالتزامات مع بداية الموسم الدراسي القادم”.

مصدرنا أشار إلى أنه “منذ قدوم مدير التعليم العتيق الجديد والشروط تزداد تعسيرا”.

اقرأ أيضا: أنباء عن إعفاء عدد كبير من أساتذة التعليم العتيق بالمغرب

يذكر أن المستشار البرلماني عن الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، خالد السطي، سبق وقال “إن وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية، أصدرت مقررا بشأن دفتر التحملات متعلق بدعم مؤسسات التعليم العتيق الخاصة، تتضمن شروطا كثيرة وإجراءات متعددة ستتسبب، لامحالة، في إغلاق أو تعطيل الكثير من هذه المدارس”.

وأضاف في سؤال كتابي وجهه لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، أن الوزارة لم تمنح هذه المؤسسات، الوقت الكافي لملاءمة وضعيتها مع دفتر التحملات، حيث أصبحت هذه المدارس مطالبة بتقديم مشاريع الدعم أواخر شهر ماي المقبل، أي بعد حوالي شهر واحد فقط على اعتماد دفتر التحملات.

كما كشف القيادي النقابي أن هذا الدفتر يتضمن شرطا سيتسبب في تسريح الطلبة المتفرغين لحفظ القرآن، غير المصنفين بأحد مستويات التعليم العتيق، وهو ما سيعرضهم للضياع ويحرم هذه المدارس العتيقة من رافد مهم للحفظ.

وطالب السطي من الوزير أحمد التوفيق، تحديد الإجراءات والتدابير التي يعتزم اتخاذها، من أجل تمديد أجل تنزيل دفتر التحملات مراعاة لمبدأ التدرج، وكذا الإجراءات والتدابير التي يعتزم اتخاذها، من أجل السماح لهذه المدارس العتيقة، باحتضان الطلبة غير المصنفين بأحد مستويات التعليم العتيق، إلى حين توفير الروافد المناسبة.

اقرأ أيضا: أطر التعليم العتيق بالمغرب.. معاناة مستمرة وتجاهل رسمي