كلام في السياسة
منذ 4 ايام
بقلم: عزيز لعويسي
لم تكد زوبعة “الميكروبات” و”الحمير” تهدأ وتتوارى عن الأنظار، حتى استيقظت نعامة زوبعة سياسية أخرى، وهذه المرة بمجلس النواب، لما توجه رئيس الجلسة، إلى أحد أعضاء فريق برلماني بعبــارة “شوف على نماذج”، ودون الخوض في سياق هذا القصف البرلماني الشرس، المثقل بشحنات الاستعلاء والاستفـزاز والتصغير، فالحقيقة الثابتة، أن الحقل السياسي الوطني، وصل إلى مستوى مقلق من السقوط والحموضة، إلى الدرجة التي بات فيها ممكنا ومباحا، الاستنجــاد بالميكروبات وعشيرة الحمير …، للهجوم على الخصوم السياسيين، والخوض في نزالات سياسية خاسرة، لا تزيد الفعل الحزبي والسياسي، إلا بؤسا ونفورا؛
“المعاطية السياسية” سواء داخل قبة البرلمان أو خارجها، باتت اليوم، عنوانا عريضا لمشهد سياسي رتيب، لا يساير البتة، حجم التحديات المطروحة أمام الدولة، سواء على مستوى تحسين مؤشرات التنمية، أو مسايرة الشراكات الاستراتيجية التي انخرطت فيها الدولة مع عدد من البلدان الشقيقة والصديقة، أو مواكبة متغيرات قضية الوحدة الترابية للمملكة، والمبادرات الرائدة، التي أطلقها ملك البلاد حفظه الله، فيما يتعلق بتعزيز صلات وترابطات المغرب بعمقه الإفريقي، وفي هذا الإطار، بات من اللازم، الرهان على التربية السياسية، وعلى مدونة لأخلاقيات العمل السياسي، ما من شأنه الدفع في اتجــاه تهذيب السلوك السياسي، والارتقاء بمستوى خطاب الفاعلين في حقل السياسة، والتصدي الاستباقي لكل الممارسات السياسية “الاندفاعية” التي تضعف المؤسسات التمثيلية، وتكرس الإحساس الفردي والجماعي بفقدان الثقة في السياسة والفاعلين فيها؛
السياسة الرشيدة التي يقودها الملك محمد السادس أيده الله، بخلفيتها التنموية المتعددة الزوايا، وعمقها الاستراتيجي والإشعـــاعي، تحتــاج اليوم، إلى مسؤولين حقيقيين، وزعامات وقيادات مسؤولة ومتبصرة، ومؤسسات تمثيلية قوية وذات مصداقية، ترتقي بمستوى السلوك والممارسة، وتساهم في خدمة أهداف ومقاصد النهضة التنموية المأمولة، وتنخرط بتضحية ونكران ذات، في الدفاع والترافع المؤسساتي، عن المصالح الحيوية والاستراتيجية للبلاد، وفي طليعهتا الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، انسجاما مع الدبلوماسية الصامتة والرائدة، التي يقودها ملك البلاد بحكمة وتبصر وسداد؛
وعليه، فيكفي “معاطية سياسية”، ويكفي سياسة “العنتريات” و”النزالات السياسية عديمة الجدوى”، وإذا كان لابد من ” لمعاطية”، فليكن ذلك، برقي ومسؤولية وانضباط وأخلاق، واحترام تام للذوق العــام، عبر التنافس الشريف، لتقديم البرامج والمشاريع والأفكار المبدعة، التي من شأنها خدمة الوطن والمواطن على حد ســواء، بعيدا عن كل سلوك جانح نحو “الشعبوية” و”العنترية” و”القومجية” و”التحكم” و”الاستقواء” …، وفي المجمل، فالوطن، يحتاج إلى من يبني بصمت، لا إلى من “يهدم” عبر إثارة الزوابع وإحداث الجدل والضوضاء …، في سياقات وطنية وإقليمية ودوليـة، تقتضي سياسيين مسؤولين، وإنتاج سياسي رصين، يستجيب لحاجيات المواطن، وينتصر لقضايا الوطن.
...لماذا التصفح على التطبيق احسن
أخبار المغرب من أهم المواقع الالكترونية والجرائد الالكترونية المغربية ذات مصداقية وبكل حياد. جولة في الصحافة ومقالات وتحليلات أخبار سياسية واقتصادية ورياضية وثقافية وحقوقية، تغطيات خاصة، و آخر أحداث عالم الطب والتكنولوجيا. أخبار المغرب العاجلة نظام ذكي يختار لك أفضل الأخبار من أفضل المواقع والجرائد الالكترونية ويرسل تنبيهات فورية للأخبار العاجلة