نفيسو : لجنة الأخلاقيات ليست ستارا لتبرير صمتكم عن تضارب المصالح!

في مشهد سياسي يزداد عبث يوما بعد يوم، يتأكد للمغاربة أن من يتصدرون المشهد الحزبي والحكومي اليوم، ليسوا سوى واجهة لماكينة سياسية فقدت بوصلة المسؤولية وفقد معها المواطن الثقة في جدوى السياسة.

الحزب الأول انتخابيا والذي يقود الحكومة، لا يجد حرجا في تسخير الشغيلة في معامل الداخلة واستغلال هشاشتهم من أجل تسويق وهم “النجاح الجماهيري” في لقاء حزبي تواصلي فارغ من المضمون، محاولا إقناعنا بأن الجماهير جاءت طواعية للاستماع إلى خطابات لم تعد تقنع حتى أعضائه. إنها مسرحية سياسية بائسة، الهدف منها تلميع صورة فقدت بريقها، وجبر كسور شرعية أصابها التصدع.

أما الحزب الثالث في الأغلبية، والذي رفض التوقيع على تشكيل لجنة تقصي الحقائق بشأن فضيحة الريع الحكومي وأموال دعم الماشية التي ضاعت في السراب، فقد اختار الاصطفاف إلى جانب الريع الحكومي والتستر عليه، بدل أن يكون في صف الشعب الذي اكتوى بلهيب الأسعار وجشع الاحتكار. وعندما تحدث محمد اوزين الشعبية، عن انحدار مستوى بعض البرلمانيين، لم يكن يلقي اتهاما بل كان يصف واقعا مرا: نواب لا يمثلون الأمة، بل يمثلون مصالحهم ، بعضهم مختبئ وراء حصانة برلمانية تمنحه فرصة للإختباء ورائها ، أو عقد صفقات مشبوهة تملأ جيوبه.

أين هي شجاعة الأغلبية حين يتعلق الأمر بملفات حارقة تمس قوت المواطنين؟ أين أنتم من المطالبة بفتح تحقيق حول تضارب المصالح في ملفات المحروقات واحتكار السوق؟ لماذا تصرون على دفن ملف لاسامير وملف تحلية المياه بالدار البيضاء، رغم أنها تمثل أولوية حيوية للمغاربة؟ من يعرقل الإصلاح، ومن يختار الصمت؟ أليس هذا هو الخيانة الحقيقية لتفويض الأمة؟

والأخطر، أن هناك منتخبين – نعم، منتخبين – أصبحوا امتدادا لمافيات دولية تتاجر بالمخدرات ، وما نراه من محاكمات وسجن لبعضهم إلا رأس جبل الجليد. أما البقية، فالله وحده يعلم متى سيحين دورهم.

إننا اليوم لا نعيش فقط أزمة ثقة في الأحزاب، بل نعيش مأساة سياسية، فكان طبيعيا أن يهرب المواطن من صناديق الاقتراع، ويقاطع السياسة، لأن السياسة اليوم لم تعد تعنيه… بل تُمارس ضده

عبدالرحيم نوفيسو عضو داخل حزب الحركة الشعبية