الجديدة.. اعتداء همجي على ضابط شرطة يعري فوضى "حراس السترات الصفراء"

في مشهد صادم يعكس حجم الانفلات الذي باتت تعرفه بعض شوارع مدينة الجديدة تعرّض رئيس دورية أمنية تابعة لفرقة مكافحة العصابات عصر الإثنين 5 ماي 2025 لاعتداء إجرامي خطير أثناء أدائه لمهامه بشارع النصر في واقعة تعيد طرح علامات استفهام مقلقة حول تغلغل مظاهر “السيبة” وسط المجال الحضري وتنامي ظاهرة الحراس الوهميين الذين يبتزون المواطنين في واضحة النهار.

الضحية وهو الضابط المعروف وسط ساكنة المدينة بلقب ” ولد بابا” تدخل في إطار عمله المهني لتوقيف شخص كان يزاول مهام “حارس سيارات” بشكل غير قانوني مرتديًا سترة صفراء دون أي سند قانوني ويقوم بابتزاز السائقين مقابل ركن سياراتهم مهددًا ومكرهًا من يرفض الأداء لكن تدخل الضابط قوبل بعنف غير مسبوق حيث أقدم المشتبه فيه على توجيه ضربة غادرة بواسطة حجر إلى رأس الضابط أسقطته أرضًا في حالة حرجة استدعت نقله على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة.

الاعتداء الإجرامي الذي هزّ أوساط رجال الأمن وسكان المدينة يعكس الواقع الخطير الذي باتت تعيشه الجديدة حيث تحوّلت الأرصفة ومواقف السيارات إلى محميات خاصة لأشخاص يفرضون “إتاوات” بالقوة على المواطنين في غياب رقابة صارمة أو حلول جذرية لهذه الظاهرة الآخذة في التفاقم.

ورغم تمكن المصالح الأمنية من توقيف المعتدي في عين المكان وفتح تحقيق بإشراف من النيابة العامة المختصة فإن هذه الحادثة تبعث بإشارات قوية مفادها أن الأمور خرجت عن نطاق السيطرة ولم يعد الأمر يقتصر على المواطنين البسطاء الذين يُستهدفون يوميًا بل امتد ليطال ضباط الأمن أنفسهم في تحدٍّ صارخ لهيبة الدولة وللقانون.

أمام هذا الوضع الخطير بات من الضروري دق ناقوس الخطر واتخاذ إجراءات حاسمة ضد منتحلي صفة “حراس السيارات” الذين يستغلون ضعف الرقابة ويحولون الفضاء العام إلى مصدر للابتزاز والعنف فالجديدة تستحق أمنًا حقيقيًا لا يُخترق وتستحق أن يتحرر شارعها من “السترات الصفراء” التي تخفي وراءها وجوهًا إجرامية تتغذى على الفوضى والإفلات من العقاب.