كارثة عمرانية في فاس.. انهيار بناية يسائل المنتخبين وسلامة الساكنة

نجوى القاسمي

أثارت حادثة انهيار مبنى سكني بحي بندباب بمدينة فاس، مساء أمس، والتي خلفت إلى حدود الساعة عشرة قتلى وعددا من المصابين، موجة من الغضب الشعبي والاستياء العارم وسط الساكنة، في وقت سارع فيه عدد من النواب البرلمانيين إلى الإدلاء بتصريحات وطرح أسئلة كتابية، وسط اتهامات بـ”تبييض الصورة” وتجاهل المسؤولية الحقيقية.

الساكنة، التي فجعتها الكارثة، عبرت عن استيائها من الغياب التام للتجاوب من طرف المنتخبين والسلطات، مؤكدة أن العديد من سكان الحي يعيشون في مبان مهددة بالانهيار دون أن تتحرك الجهات المعنية لإيجاد بدائل تحفظ كرامتهم وتقيهم برد الشتاء وحر الصيف.

وفي هذا السياق، وجه النائب البرلماني عبد المجيد الفاسي، عضو الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب، سؤالا إلى وزيرة إعداد التراب الوطني والإسكان والتعمير وسياسة المدينة، طالب فيه بالكشف عن الإجراءات المزمع اتخاذها للحد من ظاهرة انهيار المباني، مشددا على خطورة الوضع الذي بات يتكرر في عدد من المدن المغربية.

وأوضح الفاسي أن انتشار البناء العشوائي وغياب المراقبة والتصاميم الهندسية السليمة يجعل عددا من المباني عرضة للانهيار، مشيرا إلى أن حادثة بندباب لا ينبغي التعامل معها كواقعة معزولة، بل كجرس إنذار يستوجب تدخلا عاجلا وإجراءات وقائية صارمة.

من جانبه، اعتبر النائب البرلماني عن مدينة فاس، علال العمراوي، أن الكارثة المؤلمة تطرح مجددا وبإلحاح قضية السلامة داخل البنايات، داعياً إلى فتح نقاش جدي ومسؤول حول شروط التعمير والمراقبة الدورية لحالة المباني الآيلة للسقوط، حمايةً لأرواح المواطنين.

وفيما تستمر عمليات الإنقاذ والبحث وسط أنقاض المبنى المنهار، تتجه الأنظار نحو الجهات المسؤولة لمعرفة ما إذا كانت هذه الفاجعة ستشكّل لحظة مفصلية في التعاطي الجاد مع ملف السكن الهش، أم أنها ستلتحق بسابقاتها في سجل النسيان.

تم نسخ الرابط