يعقوبي ل"إعلام تيفي": "العنف المدرسي أزمة مجتمع تتطلب تظافر جهود الجميع"

فاطمة الزهراء ايت ناصر

أكد الأستاذ والباحث التربوي فؤاد يعقوبي، خلال مشاركته في برنامج “محطات” الذي يبث على قناة “إعلام تي في”، أن العنف داخل المؤسسات التعليمية بالمغرب ليس مجرد ظاهرة عابرة، بل هو نتيجة مباشرة لأزمة قيم وهوية تعصف بالمجتمع المغربي، وتنعكس بشكل واضح على سلوك التلاميذ داخل الفصول الدراسية.

وأوضح يعقوبي خلال حلوله ضيفا في برنامج “محطات” الذي يبث على قناة “إعلام تيفي” أن العنف المدرسي لا يمكن عزله عن السياق العام الذي تعيشه الأسر المغربية، حيث أصبحت الكثير من البيوت تعاني من التفكك والاضطرابات، ما يؤثر سلبًا على نفسية الأطفال ويجعلهم عرضة للانفعال والتصرفات العدوانية.

وأضاف أن غياب التماسك الأسري، إلى جانب الاكتظاظ في الفصول الدراسية، وانعدام فضاءات ثقافية بديلة، كلها عوامل تغذي بيئة غير سليمة داخل المدرسة.

وتوقف المتحدث عند الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي في ترسيخ صور نمطية وسلوكيات عنيفة لدى الشباب والمراهقين، معتبرًا أن هذه المنصات تروّج للعنف أحيانًا بشكل غير مباشر وتقدم نماذج منحرفة تؤثر في سلوك الناشئة.

وفي تشخيصه للمشكل، اعتبر يعقوبي أن غياب التكوين النفسي والتربوي المتخصص لدى عدد من الأطر التعليمية يجعلهم غير مؤهلين للتعامل مع الحالات النفسية والسلوكية الحرجة لبعض التلاميذ، مشيرًا إلى ضرورة إدراج تكوينات مستمرة في هذا المجال ضمن البرامج المعتمدة لتأهيل المدرسين.

وفي معرض حديثه عن الحلول، شدّد يعقوبي على أهمية إدماج الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين داخل المؤسسات التعليمية، والعمل على خلق فضاءات للإرشاد والاستماع لفائدة التلاميذ الذين يعانون من ضغوط أو مشاكل نفسية. كما دعا إلى اعتماد مقاربات شمولية تعتمد على المتابعة النفسية والتربوية بدل الاقتصار على الحلول الزجرية أو الأمنية.

ودعا يعقوبي إلى ضرورة تظافر جهود جميع الفاعلين، من أسرة ومجتمع مدني ومؤسسات تعليمية ووزارات معنية، من أجل توفير بيئة تعليمية آمنة وسليمة تُعزز القيم وتحصّن التلاميذ ضد السلوكيات المنحرفة، مؤكداً أن النهوض بالمدرسة رهين بإعادة الاعتبار للبعد الإنساني والتربوي داخل المنظومة التعليمية.

تم نسخ الرابط