إسبانيا تُمول دراسة بـ350 ألف يورو لإحياء حلم نفق استراتيجي يربطها بالمغرب
منذ 19 ساعة
عادت إلى الواجهة من جديد فكرة إنشاء نفق بحري يربط بين المغرب وإسبانيا عبر مضيق جبل طارق، في مشروع طموح ظل حبيس الرفوف لأكثر من أربعة عقود.
هذا المشروع، الذي يراد له أن يكون صلة وصل استراتيجية بين أوروبا وإفريقيا، أصبح يحظى بزخم جديد، خاصة في ظل الاستعدادات المشتركة بين المغرب وإسبانيا والبرتغال لتنظيم نهائيات كأس العالم 2030، وما يتطلبه الحدث من بنية تحتية متطورة تربط القارات وتدعم التنقل السريع والفعال.
وتسعى حكومة بيدرو سانشيز، وفقاً للتقارير الإعلامية الإسبانية، إلى إعطاء دفعة قوية لهذا المشروع من خلال سلسلة من الدراسات التقنية والمالية المتقدمة.
وسبق للحكومة الإسبانية أن استأجرت معدات متخصصة في قياس الزلازل بتكلفة فاقت 480 ألف يورو، وهي خطوة أولى في سبيل استكشاف تعقيدات الأرضية البحرية التي سيعبرها النفق المفترض.
كما تم إبرام عقود مع شركات خبرة دولية في علم الزلازل، ما يبرز جدية الحكومة الإسبانية في التعامل مع الجوانب التقنية الدقيقة التي يتطلبها مثل هذا المشروع الضخم.
وفي السياق نفسه، خصصت وزارة النقل الإسبانية ميزانية بقيمة تفوق 350 ألف يورو لتكليف شركة Ineco العمومية بإعداد دراسة شاملة للجدوى المالية للمشروع.
وتهدف هذه الدراسة، حسب ما تطرقت له الصحافة الإسبانية، إلى تقييم البدائل التمويلية الممكنة، مع التركيز على الصيغ التي يمكن أن تجعل المشروع مربحاً على المدى الطويل، خاصة أن إنجازه يتطلب استثمارات ضخمة تقدر بالمليارات.
وقد تم تشكيل لجنة تقنية تتكون من 12 خبيراً، حسب ما تطرقت له الصحافة الاسبانية، لتقييم العائدات الممكنة بناءً على رسوم استخدام السكك الحديدية، والإيرادات المتوقعة من الأنشطة التجارية في المحطات، بالإضافة إلى عائدات الربط الكهربائي والألياف الضوئية.
وأخذت الدراسات المالية، حسب التقارير ذاتها، بعين الاعتبار التدفقات النقدية المحتملة الناتجة عن تشغيل خط القطار فائق السرعة الذي سيسلك النفق البحري، وتوقعات عدد الركاب والشحنات التي ستستفيد من هذا الربط القاري.
وبهذا الخصوص، تعتمد الدراسة على تجارب مماثلة مثل مشروع نفق "يوروتونيل" بين فرنسا وبريطانيا عبر بحر المانش، ومشروع "فيغيراس–بيربينيان" الذي يربط بين إسبانيا وفرنسا.
إلى جانب الدراسة المالية، أكدت التقارير الاسبانية، ستنجز شركة Ineco دراسة وظيفية لمختلف سيناريوهات تنفيذ المشروع، كما ستحدد البدائل الجغرافية لإنشاء المحطة الطرفية للنفق، سواء بالقرب من الجزيرة الخضراء أو على ساحل طريفة في اتجاه قادس، وهو ما سيسمح بتقييم دقيق لأفضل موقع استراتيجي للربط البحري.
وبالتوازي مع ذلك، تشارك شركة Herrenknecht الألمانية، المتخصصة عالمياً في تطوير حلول حفر الأنفاق، في إجراء دراسة تقنية دقيقة حول جدوى حفر البريشيا، وهو المقطع الأكثر تعقيداً في المشروع، باستخدام آلات حفر الأنفاق (TBM).
وترتكز الدراسة، وفقا لما تطرقت له التقارير، على مراجعة المعطيات الجيولوجية والهندسية المستخلصة من المشروع التمهيدي لسنة 2007، مع التركيز على نوعية الصخور وتضاريس قاع المضيق، خصوصاً على طول عتبة كامارينال.
وتتوقع الجمعية الإسبانية لدراسات الاتصالات الثابتة عبر مضيق جبل طارق (Secegsa) أن تكتمل هذه الدراسات في صيف سنة 2025، ما سيشكل منعطفاً حاسماً في مسار المشروع.
ويُنظر إلى مشروع النفق البحري بين المغرب وإسبانيا باعتباره أحد أبرز مشاريع الربط القاري، ليس فقط من زاوية الطموح الهندسي، ولكن لما يحمله من دلالات سياسية واقتصادية كبرى، حيث ستجعل من المنطقة نقطة ارتكاز جديدة للتكامل الإقليمي بين أوروبا وإفريقيا، ورافعة للتنمية العابرة للحدود.
شارك المقال ...لماذا التصفح على التطبيق احسن
أخبار المغرب من أهم المواقع الالكترونية والجرائد الالكترونية المغربية ذات مصداقية وبكل حياد. جولة في الصحافة ومقالات وتحليلات أخبار سياسية واقتصادية ورياضية وثقافية وحقوقية، تغطيات خاصة، و آخر أحداث عالم الطب والتكنولوجيا. أخبار المغرب العاجلة نظام ذكي يختار لك أفضل الأخبار من أفضل المواقع والجرائد الالكترونية ويرسل تنبيهات فورية للأخبار العاجلة