القوات المسلحة الملكية تنظم ندوة علمية حول مساهمة المغرب المحورية في الحرب العالمية الثانية ودوره في التحرير

نظمت مديرية التاريخ العسكري لأركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، يوم الثلاثاء 6 ماي 2025. ندوة علمية قيمة تحت عنوان: “مشاركة المغرب في الحرب العالمية الثانية ودوره في التحرير”، وذلك بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط.

وتأتي هذه الندوة في إطار تخليد الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية، وتنفيذاً للتعليمات السامية للملك محمد السادس. القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية. لتسليط الضوء على الدور التاريخي والمحوري الذي لعبه المغرب وشعبه في هذا الصراع العالمي المصيري.

شكلت الندوة، التي عرفت حضور مؤرخين وباحثين متخصصين. إلى جانب عدد من كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين من المغرب والخارج. مناسبة لإعادة قراءة صفحة هامة من التاريخ المشترك، واستجلاء مختلف أبعاد المساهمة المغربية في المجهود الحربي للحلفاء وعمليات التحرير التي قادت إلى إنهاء الحرب.

استعرض المشاركون في الندوة السياق التاريخي الذي أطر العلاقات المغربية الفرنسية خلال النصف الأول من القرن العشرين، والذي مهد للمشاركة المغربية في الحرب. كما تم التأكيد على الأهمية البالغة لنداء جلالة السلطان سيدي محمد بن يوسف (المغفور له محمد الخامس) في شتنبر 1939، الذي حث فيه المغاربة على دعم فرنسا في مواجهة التهديد النازي. وقد اعتبر هذا النداء، بما حمل من أبعاد دينية ووطنية، منعطفاً حاسماً عكس قيم التضامن والوفاء التي ميزت الموقف المغربي.

وتناولت الندوة بالتفصيل المجهودات العسكرية الكبيرة التي بذلها المغرب، والمشاركة الفعالة لآلاف الجنود المغاربة في مختلف جبهات القتال إلى جانب قوات الحلفاء. وتم إبراز الدور البطولي الذي قام به الجنود المغاربة في معارك حاسمة في تونس وإيطاليا وفرنسا، والتضحيات الجسيمة التي قدموها في سبيل قيم الحرية والكرامة الإنسانية في مواجهة الفاشية والنازية. وفي هذا السياق،

كما استمع الحضور إلى شهادات مؤثرة لقدماء المحاربين المغاربة والفرنسيين، استحضرت روح الأخوة والتضحية التي سادت في ساحات المعارك.

كما تطرقت الندوة إلى الدور الاستراتيجي الذي لعبه المغرب كقاعدة خلفية ولوجستية هامة لقوات الحلفاء. وخاصة خلال عملية “المشعل” (Torch) عام 1942 التي شكلت نقطة تحول في مسار الحرب في شمال إفريقيا.

ولم تقتصر مساهمة المغرب على الجانب العسكري، بل شملت أيضاً الدعم الاقتصادي وتوفير الموارد لدعم المجهود الحربي للحلفاء.