تجنيد الأطفال في مخيمات تندوف.. جريمة صامتة تهدد الطفولة

الحدث 24

يمثل تجنيد الأطفال في مخيمات تندوف واحدة من أخطر الانتهاكات الإنسانية التي تستهدف الفئات الهشة في أوضاع النزاع والتوتر السياسي. فبعيدًا عن أي مسوغ قانوني أو أخلاقي، يتم الزج بأطفال لم يبلغوا سن الرشد في معسكرات تدريب عسكرية، بما يشكل خرقًا صارخًا لمبادئ القانون الدولي الإنساني واتفاقيات حقوق الطفل، وعلى رأسها البروتوكول الاختياري الملحق باتفاقية حقوق الطفل المتعلق بإشراك الأطفال في النزاعات المسلحة، والذي يحظر بشكل واضح تجنيد أو استخدام من هم دون 18 سنة في الأعمال القتالية.

وتكمن الخطورة العميقة لهذه الممارسات في كونها لا تقف عند حد الانتهاك الفردي لحقوق الأطفال، بل تتحول إلى آلية منظمة لتكريس ثقافة العنف وإعادة إنتاج أجيال مشبعة بفكر الكراهية والتطرف. فالأطفال الذين يتم إخضاعهم للتدريب العسكري في هذه المخيمات، لا يتعرضون فقط للحرمان من التعليم والحياة الآمنة، بل يُنتزعون قسرًا من محيطهم الطبيعي ليصبحوا أدوات في صراعات ذات طابع سياسي وعقائدي، بما يجعلهم ضحايا ومُعتدين في آن واحد.

إن هذا الواقع يثير قلقًا متزايدًا لدى المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية، التي رصدت حالات موثقة لتجنيد القاصرين داخل مخيمات تندوف الواقعة جنوب غرب الجزائر، والتي تدار من طرف جبهة البوليساريو بدعم من الجزائر. غير أن التحدي الأبرز يظل في غياب الشفافية، حيث تُفرض قيود على دخول المنظمات الدولية المستقلة إلى هذه المناطق، ما يعقد عمليات التوثيق والرصد ويحول دون محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات الجسيمة.