كسابة رحّل يفقدون ماشيتهم بسبب العطش في قيادة أساكي – جماعة أزرار

تعيش عشرات الأسر من الرحّل بمنطقة قيادة أساكي، التابعة لجماعة أزرار بإقليم تارودانت، أوضاعاً مأساوية بسبب انعدام المياه، ما أدى إلى نفوق أعداد كبيرة من رؤوس الماشية، خاصة الأغنام والماعز، التي تُعدّ المورد الأساسي لعيش هؤلاء الكسابة.

وتعود أسباب هذه الكارثة إلى انقطاع مياه الشرب وعدم تزويد خزانات التزود بالماء، في وقت تشهد فيه المنطقة موجة حرّ خانقة وجفاف حاد. ومع بُعد المسالك وصعوبة التضاريس، يجد الرحّل أنفسهم محاصَرين بالعطش، دون أي تدخل ملموس من السلطات المعنية.

وأكد عدد من الكسابة في تصريحات محلية، أن محاولاتهم للفت انتباه المسؤولين عبر مراسلات ونداءات متعددة لم تلقَ أي تجاوب، في وقت تتفاقم فيه الخسائر يوماً بعد يوم. فإضافة إلى الماشية، يواجه السكان تهديدات صحية مباشرة نتيجة عدم توفر مياه الشرب، واضطرارهم للتنقل عشرات الكيلومترات يومياً للبحث عن قطرات ماء.

ويزيد هذا الوضع من خطر اندثار سلالات محلية من الأغنام، في تناقض واضح مع توصيات جلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي دعا مرارًا إلى ضرورة المحافظة على الثروة الحيوانية، وخاصة إناث القطيع، باعتبارها أساس تجديد السلالة وضمان استمرارية الإنتاج الحيواني المحلي. وقد شدد جلالته، في مناسبات سابقة، على أهمية دعم الفلاحين الصغار والرحّل، وتوفير الظروف الملائمة لضمان صمودهم في وجه التقلبات المناخية وندرة الموارد المائية.

وفي ظل هذه الظروف، يُطالب الرحّل السلطات الإقليمية والجهوية بـتدخل عاجل لتوفير صهاريج الماء الصالح للشرب، ووضع خطة طارئة لإنقاذ ما تبقى من قطعانهم ومساعدتهم على تجاوز هذه الأزمة الخانقة.

ويُعد مشكل العطش واحداً من أبرز التحديات التي تواجه ساكنة العالم القروي والرحّل بإقليم تارودانت، خاصة في ظل التغيرات المناخية والنقص الحاد في الموارد المائية، ما يفرض ضرورة وضع استراتيجيات مستدامة لضمان الأمن المائي والعيش الكريم لهذه الفئات الهشة، في احترام تام للتوجيهات الملكية السامية الهادفة إلى تحقيق تنمية منصفة وشاملة للعالم القروي