هيئة التفتيش والمراقبة تحتج أمام وزارة التربية الوطنية وفاءً لروح شهيدتي الواجب وتطالب بضمان السلامة - أطلس سكوب | Atlasscoop

أطلس سكوب ـ الرباط

شهدت الساحة المقابلة لمقر وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، صباح اليوم السبت، وقفة احتجاجية وطنية لهيئة التفتيش والمراقبة، دعت إليها نقابة مفتشي التعليم، تخليدًا لروح شهيدتي الواجب الوطني والمهني صفاء الزياني وشذى لكليلي السرغيني، وتنديدًا بما وصفته النقابة بـ”الاستخفاف المتواصل بسلامة المفتشات والمفتشين أثناء أداء مهامهم الميدانية”.

الوقفة، التي عرفت حضورًا وازنًا لمفتشات ومفتشي التعليم القادمين من مختلف جهات المملكة، رفعت شعارات قوية تختزل حجم الاحتقان داخل الهيئة، من بينها شعار: “الريادة ها هي… والسلامة فينا هي”، في إشارة مباشرة إلى التناقض الصارخ بين الخطاب الرسمي حول إصلاح المنظومة التربوية، وواقع اشتغال هيئة التفتيش في ظروف وصفت بالخطيرة وغير الآمنة.

وجاءت هذه المحطة الاحتجاجية وفاءً لروح شهيدتي الواجب، اللتين فارقتا الحياة في حادث مأساوي أثناء أداء مهام التفتيش، وهو الحادث الذي أعاد إلى الواجهة، بقوة، إشكالية السلامة المهنية، ووضعية أسطول سيارات المصلحة، وغياب شروط الحماية والوقاية خلال التنقلات المرتبطة بالمهام التفتيشية.

وفي كلمات وشهادات استقتها الوقفة، أكد المحتجون أن فاجعة فقدان زميلتين لم تكن “قضاءً وقدرًا” بقدر ما كانت نتيجة مباشرة لتراكم الإهمال، وغياب المراقبة التقنية الصارمة لسيارات المصلحة، واستمرار تشغيل مركبات مهترئة تتجاوز في كثير من الأحيان عمرها الافتراضي، دون صيانة دورية تحترم معايير السلامة.

وطالبت هيئة التفتيش والمراقبة بفتح تحقيق جدي ومسؤول في ملابسات الحادث، وترتيب المسؤوليات الإدارية والمؤسساتية، مع التأكيد على أن إنصاف الضحيتين لا يمر فقط عبر التعويضات، بل أساسًا عبر اتخاذ إجراءات ملموسة تمنع تكرار المأساة، وتحفظ كرامة وسلامة المفتشات والمفتشين.

كما شدد المحتجون على ضرورة التعجيل بتجديد أسطول سيارات المصلحة، وتوفير عدد كافٍ منها، مخصص حصريًا لهيئة التفتيش والمراقبة والتأطير والتقييم، مع إخضاعها لمراقبة تقنية دورية وصارمة، واحترام شروط السلامة والحماية المنصوص عليها في النصوص التنظيمية.

ولم تخلُ الوقفة من بعدٍ رمزي وإنساني، حيث تمت تلاوة الفاتحة ترحّمًا على روح الشهيدتين، في أجواء طبعتها مشاعر الحزن والغضب، ورفعت خلالها لافتات تذكر بأن “الإصلاح لا يُبنى على أرواح العاملين”، وأن “المدرسة العمومية لا يمكن أن تنهض في ظل إهمال من يسهرون على تقويمها”.

وأكدت نقابة مفتشي التعليم، في بيانها، أن هذه الوقفة ليست سوى محطة نضالية ضمن برنامج احتجاجي مفتوح، ما لم تستجب الوزارة الوصية لمطالب الهيئة، وعلى رأسها ضمان السلامة المهنية، وتحسين ظروف الاشتغال، واحترام الدور المحوري الذي تضطلع به هيئة التفتيش في تنزيل الإصلاحات التربوية.