عائلة تنقل طفلتها في حالة حرجة من الناظور إلى مليلية المحتلة قصد العلاج

كشفت مصادر إعلامية إسبانية عن تفاصيل جديدة ومؤثرة حول الحادث المأساوي لطفلة مغربية من مدينة الناظور، والتي ترقد حالياً في حالة حرجة بعد سقوطها من الطابق الرابع وخضوعها لعملية إنقاذ معقدة في مدينة مليلية المحتلة.

ووفق ما أوردته إذاعة “أوندا سيرو مليلية” (Onda Cero Melilla)، فإن أصل الحادث يعود إلى مساء يوم السبت 13 دجنبر 2025 بمدينة الناظور، حيث سقطت الطفلة من علو شاهق. وفي خطوة يائسة لإنقاذ حياتها، صرحت الإذاعة أن عائلة الطفلة قامت بوضعها في سيارة وتوجهت بها مباشرة إلى المعبر الحدودي مع مليلية المحتلة.

من جهتها، ركزت صحيفة “إل فارو دي مليلية” (El Faro de Melilla) على تفاصيل عملية الإنقاذ الدراماتيكية التي جرت فور وصول السيارة. وذكرت الصحيفة أن فرق الطوارئ الإسبانية وجدت الطفلة في وضعية حرجة وخطيرة داخل السيارة، مما استدعى تدخلاً عاجلاً من فرقة الوقاية المدنية (رجال الإطفاء). وأوضحت “إل فارو” أن رجال الإطفاء استخدموا معدات خاصة لتنفيذ عملية إخراج دقيقة وآمنة للطفلة، بالتعاون مع فريق طبي مكون من طاقم متخصص وأربع تقنيين في الطوارئ الصحية كانوا قد حضروا في سيارتي إسعاف.

وبعد نجاح عملية الإنقاذ المعقدة، تم نقل الطفلة المغربية على الفور إلى المستشفى الإقليمي بمليلية المحتلة، حيث لا تزال تخضع للعناية المركزة.

وتعيد هذه الواقعة الأليمة تسليط الضوء على ظاهرة مقلقة، وهي أن اللجوء إلى مستشفيات مليلية المحتلة لم يعد يقتصر على الحالات الاستثنائية، بل أصبح خياراً مطروحاً بقوة لدى العديد من الأسر في إقليم الناظور بحثاً عن خدمات صحية يرونها أكثر جودة وفعالية.

وهو ما يطرح تساؤلات مشروعة حول واقع المنظومة الصحية بالإقليم، وعن مدى نجاعة السياسات الحكومية الموجهة لتأهيل المستشفيات المحلية. ففي وقت ترفع فيه الحكومة شعار “الدولة الاجتماعية”، تبقى الحاجة ملحة لترجمة هذه الوعود إلى واقع ملموس، يضمن للمواطن حقه في علاج لائق وآمن داخل وطنه، ويعيد بناء جسور الثقة التي تبدو متصدعة.