كأس أمم إفريقيا 2025.. المغرب يحتضن القارة وهذه نظرة على تاريخ البطولة وسجل الأبطال

تطورت بطولة كأس أمم إفريقيا عبر العقود من بطولة صغيرة لعدد محدود من الفرق إلى منافسة تضم 24 منتخبا يتنافسون على اللقب كل عامين، وهذه البطولة أضحت ليست مجرد حدث رياضي، بل تمثل رمزا للوحدة الإفريقية، والتنافس الشريف، وإبراز المواهب التي تتألق على الساحة الدولية وتجمع الجماهير من مختلف الثقافات والأمم تحت مظلة كرة القدم الإفريقية.

وفي هذا السياق، تحمل النسخة الحالية من كأس أمم إفريقيا 2025 ترقبا واستثنائية خاصة، إذ ستقام في المغرب بين 21 دجنبر 2025 و18 يناير 2026، وهي المرة الثانية التي يستضيف فيها المغرب هذا الحدث بعد نسخة 1988، في تنظيم يعكس التقدم الكبير في البنية التحتية الرياضية واستعدادات الدولة لاستقبال الجماهير والفرق من مختلف أنحاء القارة، حيث يتنافس في هذه النسخة 24 منتخبا في ست مدن مغربية، فيما تمثل الاستضافة فرصة لتعزيز مكانة المغرب في كرة القدم الإفريقية والعالمية.

ومن جهة أخرى، فرمزية البطولة تتجاوز المنافسة الرياضية؛ فهي منصة تعكس ثقافة وتاريخ القارة، وتوحد الشعوب حول شغف كرة القدم، وتسلط الضوء على تطور اللعبة في إفريقيا. استضافة المغرب لهذه النسخة تأتي وسط ترقب كبير من الجماهير والإعلام القاري والعالمي، مع توقعات بأن تكون واحدة من أنجح نسخ الكان من حيث التنظيم والمستوى التنافسي، مما يعزز من قيمة الحدث كواحد من أهم المحافل الرياضية على مستوى القارة بأكملها.

القيمة التاريخية للتظاهرة

استعرض المحلل الرياضي إدريس التزارني، في حوار له مع موقع “برلمان.كوم” أهمية وجدوى احتضان المغرب لبطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم للمرة الثانية في تاريخه عام 2025، مؤكدا على القيمة التاريخية للتظاهرة التي تُعد أقدم حدث رياضي قاري، وتطورت بشكل كبير من بطولة تضم 8 فرق إلى 24 فريقا في نسختها الخامسة والثلاثين.

وسلط التزارني الضوء على التباين في المشاركات التاريخية للمنتخبات الـ 24 المتأهلة لنسخة المغرب 2025، حيث يبرز المنتخب المصري كأكثر المنتخبات تتويجا بسبعة ألقاب و27 مشاركة، يليه الكاميرون بخمسة ألقاب في 22 مشاركة.

وفيما يخص المنتخب المغربي، أشار المحلل إلى أن نسخة 2025 ستكون المشاركة العشرين لأسود الأطلس، بعد أن حققوا لقبهم الوحيد عام 1976. كما استعرض سجل بعض المنتخبات الكبرى التي ستشارك في البطولة، ومنها: كوت ديفوار: 26 مشاركة، 3 ألقاب (بما في ذلك لقب 2023)، الجزائر: 21 مشاركة، بطل مرتين (1990، 2019)، نيجيريا: 21 مشاركة، بطل ثلاث مرات، تونس: 22 مشاركة، بطل مرة واحدة (2004).

وخص التزارني حيزا مهما للقب المغربي الوحيد في كأس الأمم الإفريقية، والذي أحرزه المنتخب الوطني في إثيوبيا عام 1976، وأوضح أن هذه البطولة كانت الظهور الثاني للمغرب بعد مشاركة مخيبة في 1972.

وتم تطبيق نظام الدوري للمرة الأولى في الدور النهائي لتلك النسخة، حيث تأهل أول وثاني كل مجموعة إلى دور أخير يضم أربعة فرق. ووقع المغرب في المجموعة الثانية، وتمكن من الصعود بعد تعادلين وفوزين.

واختتم أسود الأطلس مشوارهم في الدور الأخير بتحقيق انتصارين على نيجيريا ومصر، قبل أن يتعادلوا مع غينيا في المباراة الأخيرة، وهو التعادل الذي كان كافيا لتتويجهم باللقب القاري الوحيد في تاريخهم. وأشار التزارني إلى أن تلك التشكيلة ضمت نجوماً بارزة مثل أحمد فرس الذي وقع الأهداف الثلاثة في مشاركة 1972، وإدريس باموس والحارس علال بنقصو.

وشدد التزارني في ختام تحليله على أهمية البطولة القادمة، التي يحتضنها المغرب للمرة الثانية بعد دورة 1988، مؤكداً على التحدي الذي ينتظر الأسود في تكرار إنجاز 1976 على أرضهم وبين جماهيرهم.